كنت كلما زرت الأستاذ جمال البنا، الذي رحل عن دنيانا قبل أيام، وجدت رأسه مدفونا بين أكداس من الورق والجرائد بينما ترمي مكتبته العامرة بعض ظلها على نحافته، وهو جالس إلى مكتبه يدون ما جال بخاطره أو اختمر بذهنه في دأب وإصرار ونشاط غريب، وكأنه شاب في مقتبل حياته يسعى إلى أن يتحقق، ويجد لقدميه الغضتين مكانا